الاعاقة الحركية و العلاج الوضيفي
الإجـلاس السليم ومنع التشوهات
يمثل الإجلاس مشكلة وتحدياً لعائلة الطفل والقائمين على رعايته وتأهيله، فعند تطبيق المبادئ الرئيسة للإجلاس نلاحظ أن المطالب المرجوة متضاربة ومتناقضة، لذلك فهي ليست عملية بسيطة أو مؤقتة ولكنها عملية معقدة وتحتاج إلى مدى طويل جداً من المتابعة، وفي كل مراحل العمر.
ما هو الهدف من الإجلاس ؟
الهدف الرئيسي هو توفير الراحة للطفل وتفادي الضغط الزائد عليه، بطريقة تمكنه من ممارسة حياته ونشاطه اليومي بأمان ويسر ومنع التشوهات الجسمية ، أو احتوائها لمنع تزايدها.
متى يبدأ التدريب ؟
منع التشوهات الجسمية يبدأ بعد الولادة، والإجلاس ليس هو العلاج الطبيعي ولكنه جزءاً منها، ولكل طفل احتياجاته الخاصة حسب نوع الإصابة ، ولكل مرحلة عمرية احتياجاتها، والإجلاس عملية تتم بشكل مستمر ومتطور مع التطور الحركي للطفل، والنجاح في الوصول إلى الأهداف يعتمد على مهارات وقدرات الطاقم الطبي التأهيلي، وتعاون الأهل وتطبيقهم للخطة العلاجية.
كيف تحدث التشوهات الجسمية ؟
عند إصابة الدماغ فإن العضلات في منطقة معينة تتأثر ويحدث لها انقباض ، وفي كل مفصل مثلاً فإن هناك مجموعة من العضلات تعمل باتجاه معين ومجموعة أخرى تعمل في الاتجاه المعاكس، وعند سيطرة مجموعة منها على الأخرى وبشكل مستمر فإن الطرف أو المفصل يتخذ وضعية باتجاه العضلة المسيطرة مما يؤدي في النهاية إلى حدوث تشوهات جسمية دائمة.
ما هو الإجلاس السليم ؟
يعتمد الإجلاس والتحريك السليم للطفل المصاب بالشلل الدماغي على معرفة نوعية الإعاقة الحركية المتوقعة ، والتوقع المستقبلي لما يمكن أن يحدث من تشوهات بدنية ومنعها، وذلك من خلال دعم الطفل في حالة السكون والحركة وعدم السماح للعضلات المتشنجة بتغيير الوضع الطبيعي للجسم، والمعالج الطبيعي والوظيفي سيقترح الكثير من النقاط والمهمات الواجب اتخاذها،
وتلك لا يمكن تعلمها من كتاب، ولكن الكتاب ينير الطريق بالتعرف على المشاكل المتوقعة وتجارب الآخرين في التعامل معها، وهناك كتب خاصة في هذا المجال.
العلاج الوظيفي
يختلف المعالج الوظيفي عن المعالج الطبيعي في تركيزه على العضلات التي يحتاجها الطفل في حياته اليومية وخصوصاً عضلات اليدين ( الأكل ، الشرب ، الكتابة ، الرسم ) وعضلات الوجه والفم ( الأكل، الشرب، الكلام)، وبخبرته يقوم بتقييم حالة الطفل ومعرفة المشاكل التي يواجهها ، ومن ثم إيجاد الطريقة الأسهل للقيام بالعمل المطلوب ، وبناء المهارات خطوة خطوة.
ومن أهم ما يقوم به المعالج الوظيفي:
o تقييم حالة الطفل لمعرفة قدراته والصعوبات التي يواجهها
o التركيز على تطوير المهارات الحسية الإدراكية
o تنفيذ البرامج اللازمة لتنمية المهارات الحركية الدقيقة والتآزر البصري اليدوي
o تقييم وتدريب الطفل على أنشطة الرعاية الذاتية ( الأكل ، الاستحمام ، النظافة الشخصية ، تغيير الملابس )
o تعليم الطفل كيفية استخدام الأجهزة التعويضية أو الأدوات الكيفية
o اكتشاف المهارات والاهتمامات والعمل على استثمارها
o تقييم وتدريب المناطق الضعيفة لتعويض القصور في الإحساس والإدراك
o تقييم وضع المنزل ومدى ملائمته للطفل واقتراح التعديلات اللازمة لإيجاد بيئة آمنة وخالية من العوائق
o تدريب ألأسرة على تطبيق الاقتراحات والتدريبات التي يحتاجها الطفل
العلاج الطبيعي
يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بتقييم الحركة والتوازن ومن ثم التوصية على التدريبات التي يحتاجها في كل مرحلة عمرية، واختيار الأجهزة المساعدة التي يحتاجها، وكلاهما يساعد الطفل على التكيف مع إعاقته، وإعطاءه الخبرة الحسية والحركية، ومن ثم بناء وتطوير الحركة للوصول إلى نوع أقرب للطبيعي من الحركة من خلال التدريب اليومي المدروس.
يساعد العلاج الطبيعي على تعلم أفضل الطرق للحركة والاتزان الجسمي، ومن ثم مساعدة الطفل على الوقوف والمشي الطبيعي أو باستخدام الأجهزة التعويضية المساعدة كالعكاز أو الكرسي المتحرك، وكذلك تدريب اليدين لاستخدامها في الأكل والشرب.
قد يستخدم المعالج الطبيعي مهارات قد تبدو بسيطة ، وأخرى قد تبدو مضحكة في نظر البعض، مثل الركض ورمي الكرة واستخدام العجلة، وتلك الأساليب الغرض منها زيادة المهارات الحركية وتقويتها من أجل الوصول إلى مهارات معينة وبالتدريج.
أساليب العلاج الطبيعي:
العلاج الطبيعي يتم بأساليب متعددة ، ولكنها ترتكز على أساسين مهمين :
o الحركة الموجبة : وهو ما يقوم به الطفل نفسه
o الحركة السالبة : وهي الحركات التي يقوم بها المعالج لتحريك العضلات
هذه النشاطات العضلية تؤدي إلى زيادة قوة العضلات ومن ثم زيادة القدرات الحركية، ومع كل زيادة في المهارات تزداد ثقة الطفل في نفسه كما يزيد تواصله مع المجتمع من حوله، لذلك يجب تشجيعه في كل نجاح يؤديه وعدم اليأس من فشل المحاولة، والكثير من الألعاب قد كيفت ( تم تغييرها ) ليقوم المعاقين بالمشاركة فيها . ويعتبر العلاج الطبيعي من الوسائل التي تساعد الطفل على استخدام عضلاته المعطلة، ويستخدم في ذلك العلاج بالحمامات المائية ، الكهرباء والتدليك ، التمرينات البدنية
كيف يساعد أخصائي العلاج الطبيعي ؟
يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بدراسة حالة الطفل من خلال ما يلي :
o تقييم مستوى التوتر العضلي
o تقييم الأنماط الحركية وردود الفعل التوازنية
o تقييم القدرات الجسدية ومن ثم التعامل معها لتحسين الوضع الجسمي والقدرات الحركية الكبرى
o استعادة مجال حركة المفصل والاحتفاظ به من خلال الحركة والتمرين
o تقييم طول العضلة و إنجاز تمرينات التمدد وحركة الألياف الطرية لتعزيز العضلة
o تنفيذ التقويم الخاص بقوة الحركة
o تقييم التوازن والتدريب على الجلوس والوقوف والمشي
o إعطاء التمرينات الخاصة بهدف زيادة القوة والتحمل والتنسيق لمجموعة محددة من العضلات او الجسم كله
o تقدير احتياج الطفل للأجهزة المساعدة
ما هي الطرق العلاجية؟
هناك العديد من الطرق التي تعتمد على العلاج الحسي الحركي، البعض منها ينفع لبعض الأطفال دون غيرهم، وأخصائي العلاج الطبيعي هو الذي يقرر مناسبة الطريقة لحالة الطفل من عدمها، ومن هذه الطرق:
o طريقة بوباث: وتعتمد أساسا على منع الحركات غير المرغوب فيها وتسهيل الحركات المطلوبة
o طريقة دومان- ديلاكتو : وتسمى طريقة الأنماط، حيث يتم تطوير وتنمية الأنماط الحركية المعقدة عن طريق تطوير الأنماط الانعكاسية
o الطريقة الشرقية ( الفوتيا ): تعتمد على ردود الفعل اللاإرادية عن طريق الضغط على نقاط وأماكن محددة في الجسم تؤدي إلى حث المستقبلات الداخلية لدى الطفل للحصول على الحركة
o طريقة رود: تعتمد على العلاج العصبي الفسيولوجي من خلال زيادة مستوى النشاط العضلي بطرائق مختلفة مثل الحرارة والبرودة والمساج
o طريقة كابات- نوت: وتعتمد على توظيف الأجزاء القوية وغير المصابة من أجل تقوية الأجزاء الضعيفة
الأجهزة التعويضية :
هناك الكثير من الأجهزة التعويضية التي يوصي بها الطبيب المعالج كما المعالج الطبيعي والوظيفي حسب نوع الإعاقة الموجودة كما الاحتياج لها، بعضاً منها جاهز في الأسواق والبعض الآخر يحتاج إلى تصنيع خاص ليناسب حجم الطفل ، وقد تحتاج هذه الأجهزة إلى تغيير وتبديل بعد فترة من الزمن لنمو الطفل الجسمي وتغيير حالته وقدراته، والهدف من الأجهزة التعويضية هو مساعدة الطفل على التكيف مع أعاقتة وتطوير الحركة ، كما منع التشوهات الجسمية، وهناك أجهزة أخرى تعويضية لمساعدة الطفل على التكيف في معاشه اليومي، ومن أمثلة هذه الأجهزة :
o جبيرة للقدم
o أحذية خاصة
o عكاز بأنواعه للمساعدة على المشي
o كرسي خاص ( للجلوس )
o كرسي متحرك ( عادي ، كهربي )
o سرير كهربي
o مطرحة سرير خاصة ( لمنع التقرحات السريرية )
o كأس خاص للشرب ذي قاعدة كبيرة
o ممسك خاص للملعقة والشوكة ( لإستخدامها للأكل )
o مساعدات للسمع ( سماعات )
o نظارات